الشهيد البطل المجاهد يحيى إبراهيم حسن السنوار (29 أكتوبر 1962 – 16 أكتوبر 2024) كان سياسيًا ومناضلًا فلسطينيًا، شغل منصب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس منذ 6 أغسطس 2024، بعد اغتيال إسماعيل هنية. قبل ذلك، تولى رئاسة المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة منذ 13 فبراير 2017. يُعد السنوار من مؤسسي الجهاز الأمني لحركة حماس المعروف باسم "جهاز الأمن والدعوة (مجد)" الذي تأسس عام 1985، والمتخصص في ملاحقة المتهمين بالتجسس لصالح الاحتلال الإسرائيلي. اشتهر بمهاراته القيادية وحنكته السياسية، وكان شقيقه محمد السنوار من القياديين البارزين في كتائب القسام.
النشأة والتعليم: ولد في مخيم خان يونس لعائلة تعود أصولها إلى مدينة المجدل عسقلان المحتلة عام 1948. تلقى تعليمه في مدارس المخيم وأكمل دراسته الثانوية في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين. التحق بالجامعة الإسلامية في غزة وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية، ونشط في مجلس الطلاب حيث شغل عدة مناصب قيادية.
دوره في حركة حماس: بعد الإفراج عنه في صفقة تبادل الأسرى عام 2011، استعاد السنوار مكانته كقيادي بارز في حركة حماس وعضو في مكتبها السياسي. تولى مهمة التنسيق بين المكتب السياسي وكتائب عز الدين القسام. في فبراير 2017، انتُخب رئيسًا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة، وعمل على تعزيز القدرات الأمنية والعسكرية للحركة. في مارس 2021، جُدد انتخابه لولاية ثانية كرئيس لفرع حماس في غزة.
الاعتقالات والسجن: تعرض السنوار لعدة اعتقالات من قبل الاحتلال الإسرائيلي. في عام 1982، اعتُقل لأول مرة واحتُجز لمدة أربعة أشهر. في عام 1985، اعتُقل مجددًا لمدة ثمانية أشهر بتهمة إنشاء جهاز "مجد". في عام 1989، حُكم عليه بالسجن مدى الحياة أربع مرات بالإضافة إلى 25 عامًا، بتهمة قتل وتعذيب فلسطينيين متهمين بالتعاون مع الاحتلال. أمضى 22 عامًا في السجن، وخلال هذه الفترة، اهتم بدراسة المجتمع الإسرائيلي وتعلم اللغة العبرية. في عام 2004، نشر رواية بعنوان "الشوك والقرنفل" تناولت الواقع الفلسطيني من عام 1967 حتى 2000.
مشاركته في الصراع: اعتبرته إسرائيل العقل المدبر لعملية "طوفان الأقصى" عام 2023، وكان من أبرز المطلوبين لديها خلال الحرب على قطاع غزة. في مايو 2024، أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية عن نيته إصدار مذكرات اعتقال بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وفاته: في 17 أكتوبر 2024، استشهد يحيى السنوار وهو في الصفوف الأولى في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وأصبح بطلا كبيرا وأيقونة للقائد الشجاع الذي ينزل للميدان ويقاتل بنفسه إلى آخر رمق من حياته.