المرأة الأندلسية صَانِعَةُ التَّارِيخِ.. وَشَاهِدَةٌ عَلَيْهِ
إعداد وتصميم الكتب والمجلات تصميم الأغلفة التدقيق اللغوي والأسلوبي التسويق الإلكتروني
نبذة عن الكتاب :
تحتلُّ كلمة "الأندلس" مساحة بارزة من الذاكرة العربية، مساحة فيها الأسى والمرارة، فيها الفخر بالأمجاد والأجداد، وفيها الهاجس التاريخي الذي ما فتئ يتكرر في حياتنا العربية منذ سقوط الأندلس قبل خمسة قرون.
وإذا كانت الحضارة الإسلامية في المشرق والمغرب ما تزال في حاجة إلى المزيد من البحوث والدراسات، فإن الحاجة أشد بالنسبة للأندلس بوصفها حالة فريدة في تاريخ الإسلام، تمثل قيام حضارة متميزة هي مزيج من ثقافة عربية إسلامية وثقافة إسبانية مسيحية تلاقحتا، وازدهرت ازدهارًا كبيرًا، إذ تركت بصماتها واضحة في التاريخ الإسلامي، بل العالمي أيضًا، ثم أخذت في التراجع نتيجة لما حل بالمسلمين في الأندلس، وإن تركت وراءها كثيرًا من الآثار التي تحتفظ بها إسبانيا إلى يومنا هذا.
لم تكن الحضارة الأندلسية حضارة بسيطة التركيب، بل كانت تتألف من عناصر متعددة ومتباينة في أصولها البشرية والثقافية، وكان ذلك مظهرًا من مظاهر قوتها وثرائها، غير أنه في الوقت نفسه كان يحمل بذور الضعف وأسباب التدهور والانقسام، وربما كان تعدد العناصر البشرية في المجتمع الأندلسي هو العامل الأكثر أهمية في ذلك التنوع الحضاري والثقافي، والركيزة الأساسية التي قام عليها في الوقت ذاته
والتاريخ الأندلسي له طبيعة خاصة، فمعظمه حروب ومعارك قامت بين مختلف العناصر البشرية التي سكنت الأندلس، سواء بين المسلمين أنفسهم، أو بين المسلمين والمسيحيين الإسبان، وهذا ما جعل هؤلاء يلخصون تاريخهم الوسيط في أنه تاريخ (حركة الاسترداد La reconquista)، وفي ظل هذه الصراعات عاشت الأندلس حياة ثقافية واجتماعية واقتصادية مزدهرة طيلة ثمانية قرون من تاريخ الحكم الإسلامي.
ولا شك في أن كثيرًا من الدراسات اليوم أصبحت تُعنى بتراث هذه الأمة، وعبقرية العقول التي أنتجته، وإبداع الأيدي التي خطَّته، إلا أن السؤال المطروح هنا: ما الذي يشدنا في السجل التاريخي الحافل الذي خطَّه المسلمون في الأندلس؟ هل هو المجد الديني والسياسي الذي تحقَّق بدخول الإسلام إلى أوروبا؟ هل هو الصرح الأدبي والعلمي الشامخ الذي شيَّده المسلمون في ظلِّ دولة بلغت أعنان السماء رُقِيًّا ورفعةً في الوقت الذي كانت فيه أوروبا تحت أقدام الزمن؟ هل هو ذلك التطور الاجتماعي والاقتصادي الذي عرفه المجتمع الأندلسي؟ أم هو ذلك التقدُّم المعماري الذي اختلط فيه الفن باللمسة الإسلامية، ليعطيَنا في النهاية لوحة جدارية عن حياة فريدة صنعَ مجدَها رجالٌ ونساءٌ؟ كل شيء جائز، لكن ما يهمنا حقًّا هو البصمة الذهبية التي تركتها المرأة في خزانة الحضارة الأندلسية.
نبذة عن المؤلفة :