بسمة وعَبرة
الدولة: السعودية
إصدار: 2025
إعداد وتصميم الكتب والمجلات تصميم الأغلفة التدقيق اللغوي والأسلوبي التسويق الإلكتروني
نبذة عن الكتاب :
الشاعر الأستاذ هاني حبيب الحسن، الشعر باعتباره تعبدًا رساليًّا، بَسمةٌ وعَبرة أنموذجًا
يشكل نظم وكتابة الشعر في أهل البيت عليهم السلام في أفراحهم وأتراحهم مظهرًا من مظاهر المودة التي حثنا القرآن الكريم عليها، ومن ذلك قوله تعالى: (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ)[1].
وحيث نصت بعض الروايات على فضل قول الشعر في أهل البيت عليهم السلام فلا شك بأن ذلك يعد مدعاةً وتأكيدًا على دخول الشعر فيهم في دائرة الحض والترغيب ضمن الأفعال الممدوحة، رغم أن الشعر في حد ذاته لم يأتِ الحث عليه إلا بما يتعلق به أنموذجا للبيان أو للحكمة، ومن ذلك قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (إن من الشعر لحكما، وإن من البيان لسحرا)[2].
لكن الأمر أتى والحث في أغراض معينة من ذلك الدفاع عن بيضة الإسلام ونصرة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم، حيث كما ورد عن قول الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم - لحسان بن ثابت: (اهجُ المشركين، فإن جبرئيل معك)[3].
وقول الإمام الصادق (عليه السلام): (من قال فينا بيت شعر بنى الله تعالى له بيتا في الجنة)[4]. وقوله: (ما قال فينا قائل بيتا من الشعر حتى يُؤيد بروح القدس)[5].
مما سبق من النصوص تتضح لنا مشروعية بل وممدوحية هذه الأشعار المنظومة فيهم عليهم السلام، ومن هنا نستطيع أن نلج في ديوان الشاعر السيد الدكتور عادل حسن الحسين "بَسمةٌ وعَبرة"، فهو لا يخفي هذا السبب حتى في نصوص ديوانه، ويطلب الشفاعة والجنة في ختام أبياته توسلا بهم وبهذا العمل الصالح.
ومن ذلك قوله في قصيدة ميلاد النور:
هَلْ يَا تُرَى وَفَّى يَرَاعِـيَ فِي مَدِيحِ-
الْبِضْـــعَةِ الْحَوْرَاءِ (سِـــتِّ) الْحُـورِ؟
يَـــا سَـيِّدِي يَـــا مَـــنْ إلَيْـــهِ توَدُّدِي
سَــلِّمْ عَلَى بِنْــتِ الضُّـحَى وَالطُّـورِ
وَاقْبَـلْ عُبَيْـــدَكَ عَادِلًا فِـــي حِلِّـــهِ
وَرَحَيلِــــهِ وَبُعَيْـــدَ يَــــوْمِ نُشُــــورِ
فكما نلحظ أكد على معنى المودة ومديح السيدة الزهراء -عليها السلام- وينتظر من عمله - وهو الكتابة فيهم - القبول مما يجد ثمرته يوم القيامة.
هذا من جهة الباعث على كتابة ونظم هذا الديوان، ومن جهة أخرى أدبية شهد الديوان والنصوص عدة مظاهر وملاحظات للقارئ أن يجدها ماثلة أمامه في مثل هذا الشعر الرسالي الموجه بناء على المودة لأهل البيت عليهم السلام، ويمكن اعتبار ما جاء داخلًا في دائرة الشعر المنظوم، لا من حيث الشعر الذي يكتبه الشاعر ويعوّل عليه من حيث ما يسحر الألباب، ويأخذ بالمخيلة بعيدًا، باعتبار ذلك يدخل في دائرة التهويم والخيال والأساليب العميقة مما يعطي مجالًا واسعًا للتحليل وفك الشفرات والتأويلات، ويخرجها من الدائرة المجعولة فيها بما يختص بالغرض الرسالي المحدد.
وحين نذكر ذلك لأننا لا نغفل ما وضعه الشاعر اعتبارًا وهدفًا لكتاباته الشعرية عموما، وهو اختار عن وعي هذا التوجه الشعري، ومما يلحظ كذلك وجود لغة نقية لديه، وثقافة عالية بالتاريخ، واطلاع على أوزان الشعر، وإجادة ودربة على نظمه، ولا نستهين بقيمة النظم كونه ساهم في الحفاظ على بعض كنوز العلم والمعارف تاريخيا.
وقد جاءت قصائد هذا الديوان أشبه ما تكون بالسرد التاريخي للحدث، مضافًا إليها ما يتعلق بمشاعر الغبطة والسرور في قصائد الأفراح أو البَسمة كما سمّاها، وما يتعلق بالتفجع والتوجع والأسى في قصائد العَبرة كما سمّاها.
وأرى أنها كُتبت لتكون متاحة للقراء في مناسبات أهل البيت عليهم السلام بما يعطي معرفة وثقافة عامة عن أبرز أعلام المعصومين وتواريخهم وما جرى عليهم، وهذا في حد ذاته جدير بالتقدير والعرفان وإكبار هذه النية الخالصة لله دون أي عرض من أعراض الدنيا، وزخرف القول، فالشعر هنا وإن كان منظوما بهذه الطريقة السهلة إلا أن قيمته ليست دنيوية، بل أخروية، فتقبل الله من شاعرنا السيد عادل الحسين بأحسن القبول، وجعله شافعًا له يوم القيامة.
هاني حبيب الحسن
الأحساء - بلدة الجليجلة
6 ذو القعدة 1446هـ
نبذة عن المؤلف :