تخيل معي كاتبًا شابًّا، أمضى سنواتٍ طويلة وهو يكتب روايته الأولى. كان يرى في هذه الرواية كل أحلامه وآمال المستقبل. وأنها من أفضل الكتب والروايات.
بعد أن انتهى من كتابتها، بدأ رحلة البحث عن دار نشر الكتب.
وفكّر في نشر الرواية، أرسل نسخته إلى العديد من دور النشر، وانتظر بفارغ الصبر بماذا سيردّون عليه.
مرّت الأيام والأسابيع، ولم يتلقّ أي رد إيجابي.
بدأ الشك يتسلل إلى قلبه، وأصبح يشعر بالإحباط واليأس.
بدأ يسأل نفسه: هل روايتي سيّئة إلى هذا الحد؟ هل كتاباتي ردئية؟ هل أسلوبي في الكتابة ضعيف؟ هل أضعت كل هذا الوقت والجهد دون أن ترى حروفي النور؟
يتساءل كثيرا وهو يعرف أنه يحترمُ شروط كتابة رواية ناجحة.
تُعتبر عملية الكتابة رحلة شاقّة يقطعها الكاتب بحثًا عن التعبير عن ذاته، وإيصال رسالته إلى العالم، يمر الكاتب خلال هذه الرحلة بمجموعة من المشاعر المتضاربة، تتراوح بين الفرح والإحباط، بين الأمل واليأس.
ومن أبرز التحديات التي قد تواجه الكاتب، هي خطوات نشر كتاب، فبعد أن يبذل الكاتب جهدًا كبيرًا في صياغة كلماته، وتشكيل عالمه الخاص، تأتي مرحلة النشر، وقد تكون بمثابة الحاجز الأخير الذي يقف بين الكاتب وقارئه.
في هذا المقال، سنتناول تأثير عدم نشر الكِتاب على نفسية الكاتب، مستعرضين مجموعة من الآثار النفسية التي قد يعاني منها الكاتب إذا لم يقم بنشر رواية قضى في كتابتها وقتا طويلا.
أوّلًا: الإحباط والخيبة
يشعر الكاتب إذا لم يقم بنشر كتابه بإحباط شديد، وخيبة أمل كبيرة. فبعد أن كان يتطلع إلى أن يرى عمله الفني والأدبي يخرج إلى النور، ويصل إلى القراء، يجد أن ما تعب في تدوينه حبيسَ الأدراج، وبعيدًا عن تحقيق حلمه.
قد يؤدي هذا الإحباط إلى الشعور بالفشل، وتقويض الثقة بالنفس لدى الكاتب، مما يجعله يشك في قدراته الإبداعية، وربما لا قدّر الله يتوقف عن الكتابة والتأليف.
ثانيًا: الشعور بالرفض
يربط الكاتب بين عدم نشر الكتاب الخاص به وبين رفض المجتمع لأعماله، لذلك قد يفسر الكاتب رفض الناشرين لكتابه على أنه دليل على عدم وجود قيمة أدبية في ما يخطُّه قلمه، أو أنه لا يستحق أن يرى النور.
هذا الشعور بالرفض قد يؤدي إلى عزلة الكاتب، وانسحابه من المجتمع الأدبي.
ثالثًا: فقدان الحافز
قد يؤدي عدم نشر الكتاب إلى فقدان الكاتب الحافزَ للكتابة، فبعد أن كان يجد في الكتابة متعة وإشباعًا نفسيًّا، يصبح يرى فيها مضيعةً للوقت والجهد.
قد يتوقف الكاتب عن الكتابة تمامًا، أو يقلل من إنتاجه الأدبي بشكل كبير.
اقرأ أيضا: النشر الالكتروني الطريق الأقصر لنجاح كتابك الأول
اقرأ أيضا: 7 أخطاء يرتكبها المؤلفون عند التسويق لكتبهم
رابعًا: التأثير على الصحة النفسية للكاتب
قد يؤدي عدم نشر الكتاب إلى مجموعة من المشكلات النفسية عند الكاتب، مثل الاكتئاب، والحزن، والقلق، واضطرابات النوم، وفقدان الشهية.
وقد يعاني الكاتب من صعوبة في التركيز، وتقلباتٍ مزاجية حادّة، وشعور باليأس والإحباط المستمر.
خامسًا: البحث عن معنى
يدفع عدم نشر الكتاب الكاتبَ إلى البحث عن معنى جديد لعمله. قد يبدأ الكاتب في التفكير في نشر كتابه بشكل مستقل، أو عرضه على منصات النشر الإلكترونية.
وتعتبر دار بسمة للنشر، من أبرز دور النشر الإلكترونية في العالم العربي، لديها قراء بالآلاف.
وقد يحاول الكاتب أيضًا أن يجد طرقًا أخرى للتعبير عن نفسه، مثل المشاركة في دورات الكتابة، مثل دورة تعلم كتابة الرواية، المنظمة من طرف دار بسمة للنشر الإلكتروني، أو الانضمام إلى مجموعات أدبية.
وكل هذا ليتخلص فقط من ذلك الشعور السيء الناتج عن عدم نشر كتابه.
سادسًا: النموّ الشخصي
على الرغم من الآثار السلبية التي قد يتركها عدم نشر الكتاب على نفسية الكاتب، إلا أنه قد يكون فرصة للنمو الشخصي بمعنى قد تكون حافزا لتحسين أسلوبه في الكتابة والتأليف.
لذلك لا ينبغي فقدان الأمل، قد يستغل الكاتب هذه الفترة للعمل على تطوير مهاراته الكتابية، وقراءة المزيد من الكتب، والتعلم من أخطائه في كتابة الرواية أو كتابة القصة.
ربما يكون هذا الوقت بمثابة فترة حضانة، يخرج منها الكاتب كاتبًا أكثر نضجًا وإبداعًا.
وختاما، إن عدم نشر الكتاب هو تجربة مؤلمة -لا شكَّ- لكل كاتب، ولكنها ليست نهاية المطاف، يجب على الكاتب أن يتذكر أن الكتابة هي رحلة، وليست وجهة.
وأن النجاح الحقيقي يكمن في الاستمرار في الكتابة، والتعبير عن الذات، بغض النظر عن التحديات التي قد تواجهه.
يجب على الكاتب أن يركز على تطوير مهاراته، والتعلم من تجاربه، وأن يبحث عن طرق جديدة لنشر أعماله.
نحن في دار بسمة للنشر الالكتروني لا نحبّ أن يشعر الكاتب بهذه المشاعر المؤلمة والأحاسيس الحزينة، لذلك نقف مع الكاتب ونوجهه منذ مرحلة الكتابة مرورا بمرحلة تجهيز كتابه وتنسيقه وتصميمه، وانتهاءً بنشره وإخراجه إلى النور.
لقد ساعدنا مئات الكتاب والشعراء والمؤلفين على نشر كتبهم من مختلف أنحاء العالم، وساهمنا في إثراء المكتبة العربية بأكثر من 360 كتاب إلى حدّ الآن، وهذا العدد في ازدياد والحمد لله.
أخيرا، أنصحك من قلبي، لا تتأخر كثيرا في نشر كتابك حتى لا تصاب بلعنة الإحباط والخيبة التي تصيب الكاتب، نحن هنا لمساعدتك على نشر كتابك. تعرف على شروط النشر في موقع دار بسمة لتحميل الكتب المجانية.